حبيبي العزيز:
رسائلي القديمة كنت أكتبها أليك من شارع العاشقين الذي كنت جالسة فيه وحدي أنتظرك, أكتبها من أماكن أنتقيها , احيانا من تحت شجرة الحب , من على كرسي العاشقين , وكنت أعرف إلي أين أبعث بها , كان لدي عنوانك و عندي وصف لغرفتك , وعندي تأكيد انها ستصلك فتقرأها , وكنت عندما أكتب أشعر أن العالم ملكي وأنه لا يسعني , ألم أكن حرة في أن أكون حيث أريد؟؟ وهل يمتلك العالم ألا بالحب؟؟
كانت رسائلي القديمة متعة في النظر وعمق للمس ووردة للشم وحلم للسمع .
أما هذه الجديدة ; فأكتبها من شارع المجروحين الوحيدين, ولا أستطيع أن أنتقي اماكناً لكتابتها غير هذا الشارع , فلكل ضيعة هذه الايام جزيرة ; والمراكب جميعها اغرقت . صحيح ان هذا الشارع فيه اماكن كثيرة لكني فيه ابقى وحيدة , ثم لا اعرف الى اين ابعث بها , ولا اعرف عنوانك , وليس في خاطري اي فكرة عن مسكنك وطريقي اليه ولا اعرف هل تصلك فتقرأها ؟!!!
انا هنا منفية حيث تعلمت الحرية , غير اني لا استطيع الا ان اكتب اليك , بدونك لا حوار , سأجد طريقة انا واثقة اوصل بها رسائلي اليك .
مهم جدا لك ان تقرأها لانه يوجد فيها جميع مشاعري اليك . اكتب فيه لك لاني ربما احببتك حب الرسل القدماء لله , حب الشجر للربيع , وحب جولييت لروميو .
لا يمكن ان يكون الحق لمن ينتقي الخوف ويترك الحب ولا يمكن ان يحب من ينتقي غير الحب , الحب لا يخضع لمنطق الاختيار ; انه جنون همجي . اتمنى يوما ان اسألك ماذا تفعل اليوم؟؟ وهل وصلت الى قلب من تحب؟؟؟
ستقول لي : ان عيني لم تفارقاك وقلبي يتمنى ان يصل الى قلبك وان يدي كانتا حول كتفيك في نزهاتك . قلت لي انك تركت كلمة مكتوبة على جبينك , ممكن ان تكون وجدت الكلمة الاشمل والاكبر والاعمق من احبـــك , والتي اتمنى ان تفتش عنها لتقولها لي لكنك خفت رحلت ولم تقلها لي , وعلى كل حال بقيت انا مع الكلمة.
مستحيل ايماني بالرجل الكامل , مستحيل ايماني بالحب الذي لا يعبر عنه ولا حتى بالكلمة , ويعايش حتميا كضرورة وجود الماء . [center][b]