نقاط المطر بطيئة تنزل في مياه البركة , على البلاط الوسخ, في التربة التي لا تعيش فيها الزهور , وتنزل على أوراق الكينا فتهتز ورقة تصاب وترتجف طويلا, نقاط المطر هذه ليست موجودة إلا لعيني التي تراها , للأخرين هي شتاء , أما لي فهي كيان حي يستحق اسم له , وأنا افتش له عن اسم و هوية .
" كئيبة نقاط المطر " قلت ; تمضي في طريقها حتى لو كانت عيني تحجبان عليها نعمة الحياة , تحاول أن تخلق لنفسها شخصية تسميها ; لأن عيني لن تكون كافية لحياة النقاط وشخصيتها واسمها , عيني تتسلى , ووجود نقاط المطر يبقى هشا , حياتها سريعة الزوال , تنقضي بإنقضاء حواري معها, واغفالي عنها في مياه البركة وعلى البلاط وفي التربة , حاولت أن أسأل نفسي وأغفل عن هذه النقاط لتعيش بسلام , سألت نفسي ما الذي أحبه ؟ أحب الزهور ولكن البشر هل أحبهم؟؟؟ لا لا لا الزهور فقط! كدت أقولها لكن عيناي عميقتان كالبحر , خفت من قول البشر , وكالبرق كان أحساسي , لقد نسيت نقاط المطر وأغفلت عنها , تحررت النقاط مني , اغتالت الأسماء التي علقتها عليها, واغتسلت من صفاتها التي لونتها بها , البطء والكاَبة وعدم الاكتراث , ولذريتها لوجوب وجودها راحت تنزل , واصبحت نقاط المطر تقوى , وأحبالا تصبح ..." ابقي بطيئة " قلت , غير مكترثة , " نسيتك نظري لن يستعبدك بعد الا ّن " , تحررت مني , اصبحت الاَّن أنا اللاجئة منك تحت الشرفة , أصبحت وصرت أنا لها غير موجودة إطلاقا...........[center][b]