على حافة النافذة رمتني خطواتي التائهة, واخترت أن تكون لحظات تأملي هناك لأشتمّ في أطرافها رائحة هواك.
يدي بيدِ فنجاني ممسكاً بتاريخ زماني, فمِلتُ على جانب تلك النافذة متكأً بكتفي الذي أهلكته الأيادي الكاذبة, احتسي قهوتي فأنظر بنظرات مبعثرة كأني أبحث عن الزوايا التي فها بكيت وبين أحجارها ارتميت, الجو كان ممطراً والبرد فيه قارصاً.
واحتسي قهوتي وفنجاني بين راحةِ كفيّ, المطر يداعب النافذة بسيمفونية ساحرة أغمضت عيناي وأنا أتأمل المعزوفة, أبحرتُ في خيال الماضي وكأني اسمع آهاتي هل أنتي قادمة وكأني أسمعكِ تداعبين الأرض بأقدام الراحلين هل أنتي قادمة.
واحتسي فنجان قهوتي وأنا مغمض مقلتي, الريح يتسلل من أطراف النافذة يداعب أطراف شعري وأصواته الساحرة كأنها تكون أنتي, هل تهمسين؟ ماذا تقولين؟........... وأنا اعشق هواكِ وأسبح في بحر سماكِ هل تسمعين؟
هل تفهمين؟.... في داخلي من الحنين شجون وآهات يملأها السكون هل تشعرين؟ هل تنظرين؟.......
عذرا ماذا تقولين هل أنتي رحلة, لا لن ترحلين أسكنتكِ في جوفي الحزين فعشنا لحظات السنين كيف ترحلين, أربع أعوام مضت وأنتي بقلبي تسبحين كيف ترحلين, أوصيك حين ترحلين على جدار بيتي تكتبين
( مات فرحلت )
وأحتسي فنجان قهوتي الذي لم ينتهي, وكأنه في أذني همس هلّا انتهيت
ملأتني بأدمُعك والحال قد ضاق بك هلّا اكتفيت.
توقف المطر و خرجت أشعة الشمس من بين قلاع الغيوم تكسر أسوارها
وتفتت أحجارها لتداعب رموش عيناي كي أفيق.
صحوتُ من غفوتي وأنا على حالي الذي كنت عليه متكأً على جانب النافذة
نظرت لفنجاني وابتسمت قدرك أن تكون معي, نظرت من النافذة قال غداً لنا يوم جديد فغداً كاليوم والأمس ليس بعيد.
على حافة النافذة تلوت أذكاري وعلى حافة النافذة انتحرت آخر أفكاري
تحياااااتي
اموووون