http://tbn0.google.com/images?q=tbn:GREbiveQjUF5SM:http://www.aljazeera.net/mritems/images/2008/5/14/1_796الحمدُ للهِ رب العالمينَ ، أن جعلَ بيوتًا ومساجدَ للمصلينَ ، يسبحونهُ فيها بالغدوِ والآصالِ ، سبحانهُ الكبيرُ المتعال ، الَّذي في كتابهِ قالَ : {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} (1)
وقد حذَّر الله أشدَّ الحذرِ أن يمنعَ مانعٌ من أن ترفعَ هذِه البيوتُ ويُذكَر فيها اسمه فقال تعالى : {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}(2)
ورغَّبَ سبحانه وتعالى في رفعِ بُيوتِهِ وإعمارها معنويًا أو حسيًا فكان لمن أعمرها أجرٌ عظيمٌ من الرحمنِ ، وشهادةٌ بالإيمانِ قال تعالى :{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ }(3)
وقد جاءتِ السُّنَّة أيضًا في الترغيب بإعمارها وفق ما شرع الله فقال -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم- : (( مَنْ بَنَى مَسْجِدًا يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللهِ بَنَى اللهُ لَهُ مِثْلَهُ في الجَنَّةِ ))( 4).
وقال عليه الصَّلاة والسَّلام : (( أَحَبُّ البِلادِ إِلَى اللهِ مَسَاجِدُهَا … ))( 5) .
وهكذا نجد نصوصَ الكتابِ والسُّنَّة تتفق على التَّرغيب في إعمار المساجدِ ، وهي كثيرةٌ جدًا .
بيد أننا في الوقت الذي نجد نصوص الوَحْيَين تُرغِّب في إعمار المساجد نجدُ نصوصًا أخرى من الكتابِ والسُّنَّة وأقوالاً للسَّلفِ ، تُحَذِّرُ من إعمار المساجد على وجه السَّرف(6) ، أو التَّردُّد عليها وزيارتها على طريقة الخَلَف(7 ) ، وأنَّه ليس كُلُّ من بنى مسجدًا أوزاره يكون مأجورًا ، بل قد يكون آثمًا مأزورًا .
ولهذا قال تعالى فيمن بنى مسجد ضرار أو تردد عليه وصلًّى فيه : {وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ }(
فكذَّبهم سبحانهُ وتعالى وَشهدَ عليهم بالكذبِ وإن قالوا وحَلَفُوا أنَّهم لم يعمروه ولم يُصَلُّوا فيه ويتردَّدوا عليه إلا ابتغاء مرضاة الله والله يشهدُ إنهم لكاذبون .
فكانت سُنَّةً ماضيةً ، وبالإثم قاضيةً على من بنى مسجدًا أو تردَّد عليه وصلَّى فيه ولم يكن ذلك وفق ما شرعَ الله .
ومن هنا كان جديرًا البحث عن تلك الضوابط التي من بنى عليها مسجدًا أو زاره يكون مأجورًا بلا نزاع ولا ابتداع .
وقد سمعت وقرأت كثيرًا لمن ينادي بإعادة تشيِيدِ وبناء المساجد السبعة .
ورأيتُ أيضًا من الجانب الآخر كثرةَ الزائرينَ لها عن غيرهَا من المزارات ؛ مما كان دافعًا لي على هذه الكتابة والقيام بهذه الدراسة والتي وجدتُ نفسي مضطرة إليها .
وقد عُنِيتُ في دراستي للمساجد السبعة بأمرين :
الأول : يتعلَّق بدراسة بناء هذه المساجد وما يلتحق به من أحكام .
الثاني : يتعلَّق بدراسة زيارة هذه المساجد وما يلتحق بها من أحكام .